Sunday, March 1, 2015



كتب : علاء ابراهيم

في بداية حواري معه لم أجد طريقا أقدم به ضيفي سوي أنه كان أحد الذين كان الإعلام المصري يطلق عليهم لفظ إرهابي اشتهروا بسلسلة اغتيالات هزت مصر في التسعينات كان علي رأسها محاولة اغتيال الرئيس مبارك نفسه أكثر من مرة وأشهرها في أديس أبابا وتوالت التفجيرات والاغتيالات وتم قتل رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق والكاتب الصحفي فرج فودة وغيرهما وتفجيرات السياحة والبنوك.

ضيفي في الحوار وزملاؤه كانوا مكلفين باغتيال مبارك والمشير حسين طنطاوي وعاطف صدقي وعمرو موسي وعادل إمام ويوسف شاهين وأحمد راتب كل هذا قبل أن تاتي ساعة الصفر لتنفيذ خطتهم في قلب نظام الحكم في مصر التي تدربوا عليها تدريباً محكماً في أفغانستان والسودان.

إنه علي قاسم من مواليد عام 1968حاصل علي دبلوم زراعة سنة 1986 وفي عام 1990 سافر إلي أفغانستان ومكث هناك ثلاث سنوات ثم عاد إلي السودان ومنها إلي مصر قبل أن يقبض عليه في أحداث أديس أبابا ولم يخرج من السجن إلا منذ عام.

> في بداية الحوار هل تغضب حينما يصفك البعض بأنك كنت إرهابيا؟

لا أغضب اطلاقا.. بالعكس أنا أفتخر وأتشرف بأنني كنت إرهابيا لمن يحارب الله ورسوله أو يعادي دينه ونألف ونأنس للمسلمين وكل من يواليهم.

> متي انضممت إلي الحركات الإسلامية؟

أنا من أبناء الريف وبالفطرة أحب الالتزام والتدين وكنت أتردد علي مسجد السنية بقرية دمشير بالمنيا وكان تابعا للجمعية الشرعية وكنت دائم التردد عليه في سن الإعدادية وعندما التحقت بمدرسة الزراعة في المنيا تعرفت علي أخ اسمه أحمد سعد إسماعيل ودعاني إلي الذهاب معه إلي مسجد الرحمن بالمنيا معقل الجماعة الإسلامية وتعرفت هناك علي الشيخ محمد جمال إسماعيل وبدأت التزم مع الجماعة وأحببت النظام والدرس والعمل الجماعي وبعد شهور تم تكليفي بأن أكون أميرا في مدرستي «الزراعة» وكنت بالصف الثاني واستمررت كذلك إلي أن حصلت علي الدبلوم ثم عدت إلي قريتي وأصبحت أميرا لها.

> ومتي كان التحول من العمل الدعوي إلي العمل المسلح؟

عندما تم استدعائي إلي الجيش استأذنت من الشيخ كرم والشيخ ناجح عندما كانا في سجن أسيوط في امتحانات سنة 1989 وكان قد سبق واعتقلت عام 1986 في أحداث نادي الوادي الخاصة بالشيخ علي عبدالفتاح وأحداث مسجد الرحمن بالمنيا أيام زكي بدر.

وأنا كنت أريد أن أدخل الجيش لأنني أحب العسكرية والشيخ صفوت عبدالغني حفزني علي ذلك و قال لي ادخل ربما تدخل سلاحا نحتاجك فيه وكان ذلك وقت أحداث عين شمس ودخلت الجيش وجاءتني الأوامر بأن اشتغل دعوة وكنت أعقد لقاء أسبوعياً وأعطي درس فقه ودرس عقيدة وأخطب الجمعة واعمل إفطاراً جماعياً الاثنين والخميس وكنت أصلي بالجنود وكنت أطبق نفس برنامج الجماعة بالخارج، ومن المعروف أن الجندي في بداية دخوله الجيش يشعر بالغربة والوحشة وكنت أستغل الفرصة وألعب علي هذا الوتر وكنت أقدم بعض الخدمات للجنود وبدأ العساكر في الالتفاف حولي والاستجابة لي.

> هل كان ذلك في السر أم في العلن؟

كان في البداية في السر ثم بعد ذلك جاءت التكليفات لي بأن أعمل بكل ثقلي مما أدي إلي اكتشاف أمري وطردي من الجيش حيث إنه في ذلك الوقت كنا في ذكري مرور عام علي الانتفاضة الفلسطينية فقمت بتعليق ملصق كبير علي منبر المسجد يقول "نأكل ملء بطوننا وننام ملء عيوننا ونضحك ملء أفواهنا وإخوتنا في فلسطين يلتحفون السماء ولايجدون لقمة العيش" فانكشف أمري وبدأوا في التحقيق معي وعندما أرادوا تكديري بالزحف علي بطني رفضت لأنه لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه وخرجت من الجيش وقررت بعد ذلك السفر إلي أفغانستان بعد أداء عمرة في السعودية.

> ولماذا اختارت أفغانستان؟

كنت مغرما بالسفر إلي أفغانستان والجهاد هناك خاصة بعد إذاعة شرائط فيديو للشيخ عبدالله عزام وبعد أحداث مقتل المحجوب كنت أتوقع القبض علي واعتقالي فقررت السفر واستأذنت القيادات وسافرت إلي السعودية ومنها إلي أفغانستان، وعندما ذهبت إلي أفغانستان كان معي أربعة إخوة وكان اسمي الحركي حسان نزلت في أحد منازل المجاهدين الأنصار الذي كان تابعا للشيخ عبدالله عزام وكانت هناك عدة معسكرات منها معسكر الصديق والفاروق وكانا تابعين للشيخ أسامة بن لادن بينما المعسكر الخاص للجماعة كان يسمي الخلافة وجاء إلينا الشيخ محمد شوقي شقيق خالد الإسلامبولي وأخذنا إلي معسكر خلدن الذي بدأ فيه تدريبنا علي كل الأسلحة الخفيفة والثقيلة وعلي التكتيك العسكري وعلي المتفجرات إضافة إلي دورات خاصة علي الاغتيالات ثم بعد ذلك كنا نخرج حراسات للقيادات بعد تعرض الشيخ عبدالآخر حماد لمحاولة اغتيال واستهداف بعض المشايخ مثل الشيخ طلعت فؤاد قاسم والشيخ مصطفي حمزة والشيخ رفاعي طه فكنا نحرسهم إلي أن مرت هذه المرحلة بسلام.

> كيف كان التعامل بينكم وبين باقي المجاهدين العرب؟

الإخوة كانوا ينسقون مع الأفغان فقط وليس مع العرب وكان لنا معسكراتنا الخاصة وعندما يحتاجون شيئا منا كنا نقوم بالتعاون معهم ثم نعود إلي معسكراتنا الخاصة وذلك لأسباب كثيرة منها أن الحركات العربية هناك كانت تقوم بتصوير العمليات واللقاءات بالفيديو ونحن كنا لا نرغب في ذلك علما بأن الجماعة شاركت في كل العمليات التي تمت في أفغانستان وكنا نرفض الحصول علي أي غنائم وكنا نحولها إلي معسكرات الإعداد.

> وكيف سارت الأمور بعد أن سقطت أفغانستان في أيدي المجاهدين؟

بعد أن سقطت أفغانستان في أيدي المجاهدين والأحزاب الإسلامية والفضل في ذلك لله وليس لأحد فيه فضل وبدأ الصراع بين أحمد شاه مسعود وحكمت يار وكان أحمد شاه مسعود قد تربي في فرنسا تربية علمانية وكان يميل إلي منهج الإخوان وكان برهان الدين رباني يعشق مبارك وكان يقول حينما نصل إلي حكم كابول نتشرف بأن يكون أول زائر لنا في كابول هو الرئيس حسني مبارك وكان يعتبره قدوة ومثلاً أعلي.. أما نحن فكانت قضيتنا مصر بعد الانتهاء من أفغانستان وحكمت يار كان يحب الجماعة الإسلامية والدكتور عمر عبدالرحمن ودعانا إلي المشاركة معه في الحرب الأهلية والإخوة رفضوا وقالوا له نحن جئنا من اجل سقوط أفغانستان في أيدي المجاهدين وقد تحقق الهدف أما ماتدعونا إليه فهذه حرب أهلية لا نشارك فيها أبدا ولا نكمل معكم.

> وما حقيقة التبرعات التي كانت تصل للجماعة؟

الجماعة كانت تحصل علي تبرعات من دول الخليج أثناء الحرب علي أفغانستان وبعد انتهاء الحرب وبمجرد علم هذه الدول بنية وتوجه الجماعة لقلب نظام الحكم في مصر توقفت هذه التبرعات.

> وما دور محمد شوقي شقيق خالد الإسلامبولي في أفغانستان؟

كان ذائع الصيت هناك كونه شقيق خالد الإسلامبولي قاتل السادات وكان دوره دعويا وكان يقوم بجمع تبرعات وكان واجهة إعلامية للجماعة هناك ومعه الشيخ طلعت فؤاد قاسم والشيخ عبدالآخر حماد وكان يسافر إلي بعض الدول لجمع التبرعات للمجاهدين.

> وكيف كانت حياتكم في أفغانستان؟

الإخوة كانوا يهتمون بالتدريب العسكري اهتماما عاليا وفائقا وكل من ذهب إلي أفغانستان ومكث فترة طويلة تدرب علي الاغتيالات والحرب الإلكترونية والتكتيك العسكري وكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمدفعية حتي تزوير الأوراق تدربنا عليه أيضا والذي كان قائما علي تدريبنا الشيخ مصطفي حمزة كتدريب أمني والشيخ حسين شميط والشيخ عصام عبدالجواد الذي قتل وكان ضمن الموجودين في قضية قتل المحجوب واشرف الشمشتلي وكنيته أبو بكر عقيدة الذي قتل في الشيشان.

> أين كنتم تتدربون؟

كنا نتدرب في الأماكن الحدودية بين أفغانستان وباكستان وعندما كانت تسنح لنا الفرصة كنا نتدرب في الخطوط الخلفية لجبهات القتال حيث كنا نتدرب علي بعض الأسلحة غير الموجودة لدينا في المعسكر وعندما نزلنا إلي السعودية واليمن في طريق العودة كترانزيت كانت هناك تدريبات خاصة فقط باللياقة البدنية مثل الجري والسويدي وغيرهما من الرياضة ثم بعد ذلك انتقلنا إلي السودان.

> كيف كانت رحلة العودة إلي مصر؟

عندما قررنا مغادرة أفغانستان في رحلة العودة إلي مصر كنا ننزل في أي دولة أوروبية أو خليجية انتظارا لتلقي الأوامر والتعليمات من القادة بالتحرك فمنا من ذهب إلي البوسنة والهرسك ومنا من ذهب إلي الشيشان ومنا من انتظر في السعودية واليمن قبل التجمع الأخير في السودان.

> وما التكليفات التي نزلتم بها من أفغانستان؟

عدنا إلي مصر بعد ذلك لاستهداف حسني مبارك و نظامه وتدربنا علي ذلك تدريبات عالية جداكانت الأوامر بالنسبة لنا أن كل فرد ينزل بأوراق مزورة يتزوج وينتظر ساعة الصفر.

> من صاحب قرار عودتكم إلي مصر وماهي ساعة الصفر للتحرك لقلب نظام الحكم؟

صاحب القرار هو الشيخ مصطفي حمزة وكانت تعليماته لنا بالتخفي والانتظار مع المحافظة علي اللياقة البدنية مع رصد بعض الأماكن وتجميع المعلومات عن الأهداف وكنا قبل نزولنا إلي مصر ننزل إلي السودان نأخذ دورات تدريبية وكنا نعيش في مزارع هناك ونتدرب علي كيفية التحرك داخل البلد وحرب المدن والتدريب علي التزوير والأكليشيهات التي من الممكن أن نحتاجها في الأوراق الرسمية وكانت هناك قائمة طويلة بالمطلوب تصفيتهم جسديا علي رأس القائمة مبارك وعاطف صدقي والمشير محمد حسين طنطاوي وعمرو موسي وحسن الألفي ولواءات الشرطة وأمن الدولة ومن الفنانين عادل أمام وأحمد راتب ويوسف شاهين كنا نناقش بعض الأهداف مثل ضرب قناة السويس والمتحف المصري ولاظوغلي والبنوك والسياحة، وكانت هناك تقارير مستمرة عن كل فرد فينا الأخلاق التعاملات الولاء والبراء تعامله مع الأموال ومن خلال التقرير يتم تحديد نسبة مئوية عن الشخص ويأخذ القرار بشأنه بمشاركته أو عدم مشاركته.

> وما طبيعة دور السودان معكم ولماذا كانت يأويكم ؟

السودان كانت له مصلحة كبيرة من وجودنا هناك في هذا التوقيت عام 1994 الذي تم فيه ضرب مصنع الأدوية الأمريكي علي يد الشيخ أسامة بن لادن وكان هناك فرض حظر اقتصادي علي السودان الذي كان يحاول أن يظهر وكأنه هو الذي يأوي الإرهابيين ويجمعهم عنده حتي يخيف بنا النظامين الأمريكي والمصري فنحن كنا بمثابة البعبع لهذين النظامين هذا كان سياسيا أما علي ارض الواقع كانت الحقيقة غير ذلك فحقيقي كان هناك تنسيق بين الإخوة وبين النظام السوداني وبالأخص المخابرات.

> وما علاقتكم بالنظام السوداني؟

لم نكن أداة في يد السودان نحن من اختارنا السودان وكنا موجودين في السودان بالتنسيق مع المخابرات السودانية وتحت مراقبة المخابرات المصرية والسفارة المصرية في السودان وأذكر واقعة تعرض الشيخ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري لمحاولة اغتيال علي يد المخابرات المصرية كشفتها لنا المخابرات السودانية.

> وعلي أي شيء كان الاتفاق بينكم وبين السودان ؟

في حالة القيام بأي عملية يتم إخبارهم بها إذا كانت علي أرض السودان أو خارجه في مقابل تقديم المساعدات المطلوبة من أسلحة ومعلومات مخابراتية عن الهدف.

> ما العمليات التي ساعدكم فيها السودان غير أديس أبابا؟

لا أستطيع أن أفصح عنها الآن.

> عدتم إلي مصر بالطبع عن طريق التهريب من علي الحدود السودانية كيف كنتم تعيشون داخل مصر ؟

عندما نزلنا إلي مصر تم تسكيننا في شقة وإحضار زوجة لكل أخ إلي أن يأتي التكليف بتنفيذ العملية في صورة معينة كنا نعيش هاربين متخفين في شخصيات أخري غير شخصياتنا الحقيقية وعددنا كان كثيرا داخل مصر وخارجها ومجموعتي أنا كانت مكلفة باغتيال مبارك ورئيس الوزراء ومكثنا أربعة شهور بالقاهرة في انتظار الفرصة السانحة لتنفيذ المهمة وخلال هذه الأربعة شهور كنا نبحث عن أي شيء نقوم به لصعوبة اغتيال مبارك فكنت أذهب للمتحف المصري ورصدت بعض الوفود اليهودية وذهبت إلي المركز القومي ووزارة الخارجية ولاظوغلي كنت أتابع كل هذا وأقوم بتوصيل المعلومات للقيادات.

> حدثني عن خطتكم لقلب نظام الحكم؟

كنا مجموعات كبيرة منهم ماكنت أعرفهم وعلي اتصال بهم ومنهم من كنت لا أعرفهم كانت هناك مجموعة الشيخ عصام عبدالجواد ومجموعة أخوينا زكريا البشير ومجموعة أحمد حسن عبدالجليل وكانت الخطة أن المجموعات التي نزلت من أفغانستان توزع علي جميع محافظات الجمهورية وكان هناك صفقة أسلحة كبيرة تم الاتفاق عليها وجلبها من إريتريا وإدخالها إلي البلد عن طريق السودان وتم تخزين الأسلحة في كوم امبو بأسوان وكان سيتم توزيع هذه الأسلحة علي كل المجموعات بالمحافظات وتخرج هذه المجموعات في وقت واحد وتقوم باحتلال المباني الحكومية في المحافظات تمهيدا لقلب نظام الحكم وكان القائد العسكري لهذه العملية هو الأخ أحمد حسن عبدالجليل البحيري والقادة الميدانيين هم إسلام الغمري وأبو عمر المصري وشريف عبدالرحمن الذي نفذ عملية أديس أبابا وقتل فيها والمجموعة الوحيدة التي "اشتغلت فينا كويس "هي مجموعة أخونا أحمد حسن عبدالجليل علي البنوك والسياحة وباقي المجموعات كانت تتساقط واحدة تلو الأخري ولعل في ذلك حكمة لايعلمها إلا الله.

> وماذا عن الخطط التي تدربتم عليها لاغتيال الرئيس مبارك؟

مبارك بالنسبة لنا كان مجرد هدف مثل بقية الأهداف ونحن كنا نتدرب علي عمليات عامة مثل اختطاف شخصية أو وثائق مهمة أو الهجوم علي مبني معين كان يدربنا عليها الأخ عثمان صديق شوقي وعمليات اغتيالية مثل عملية المحجوب فالإخوة تدربوا عليها ثم بعد نجاحها أصبحت نموذجا نتدرب عليه أيضا عملية اغتيال فرج فودة، وكنا نقسم إلي مجموعتين في التدريب مجموعة لا الله إلا الله محمد رسول الله ومجموعة الشرطة والمهمة هي اختطاف أو تأمين شخصية والمجموعة التي كانت تفشل في مهمتها كانت تكدر وتعذر وتحرم من أشياء كثيرة والمجموعة الأخري التي تنجح تحصل علي ذخيرة أكثر يذهبون إلي الجبهات من باب التحفيز وتدريبات علي عمليات وحرب قتالية واسعة وأعمال ميدانية.

> كانت مجموعتك مكلفة باغتيال مبارك والمشير ورئيس الحكومة ووزير الداخلية من أين كانت تأتيك المعلومات عن الأشخاص المستهدفين؟

كنت أقوم باستيفائها بنفسي وأحيانا كثيرة كانت الصدفة لها دور فمثلا كنت موجودا في أتوبيس وداخل علي ميدان 6 أكتوبر في مصر الجديدة ووجدت أحد الركاب يقول لي شايف الشباك اللي في العمارة هناك ده بتاع شقة حماة المشير طنطاوي وقتها شعرت بأنني عثرت علي ضالتي وعلي الفور في المحطة التالية نزلت وعدت لأراقب العمارة وأتابع الشقة لفترة طويلة يوميا في انتظار المشير فلابد أنه سيأتي في يوم لزيارة حماته وعندها أبدأ في تتبعه لكن شاءت الظروف أنني لم أتمكن من اغتياله.

> وماذا عن عمرو موسي؟

عمرموسي وصلنا إليه عن طريق نبيلة عبيد حيث كان يذهب إليها وكان الأخ سمير فراج مكلفا باغتياله وكان يقول إننا سنغتاله عن طريق نبيلة عبيد لأنه كان دائم التردد عليها ويبيت عندها والسهرات والذي منه كل واحد من هؤلاء له ذلة وكلهم مدنسون وملوثون..

> كان بينكم وبين النظام السياسي خلاف لكن ماذا عن الفنانين فقد ذكرت لي أن قائمة الاغتيالات كانت تضم عادل أمام وأحمد راتب ويوسف شاهين؟

عادل إمام استهزأ بالدين في مسرحية الواد سيد الشغال والزواج والطلاق والأخ علي والأخت رشيدة وعطية الإرهابية كلام فيه سخرية واستهزاء بالدين وقد تعمدت الدخول إلي السينما ورأيت فيلمه الإرهابي ودور أحمد راتب في تشويهنا في هذا الفيلم كان أكثر من عادل أمام وكنت أتمني أن يقعا تحت يدي ويوسف شاهين كنا نريد اغتياله بسبب فيلم المهاجر الذي تحدث فيه عن سيدنا يوسف.

> ولماذا لم تلجأ للقضاء وتطلب محاسبتهم؟

الدكتور يوسف البدري يعمل هذا.

> ما العمليات التي كنتم مسئولين عن تنفيذها ونجحت؟

كل العمليات التي نفذت ضد السياحة والبنوك جميعها نجحت ومحاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا ومحاولة اغتياله هو والقذافي في مطار سيدي براني ومحاولة اختراق القصر الجمهوري نعتبرها عمليات ناجحة لأنه لولا تدخل القدر في اللحظات الأخيرة لتمت هذه العمليات بنجاح مائة في المائة.

> ما الذي منعكم من تنفيذ مخططكم؟

لا أعلم لقد تساقطنا مجموعة تلو الأخري في أيدي الشرطة ولعل عدم تمكننا من تنفيذ خطتنا لكي ندخل السجون والمعتقلات ونأخذ فترة نتعلم فيها الصبر والعلم والإتقان والنضج للعقول وحفظ كتاب الله تعالي فكثير منا كان لايحفظ كتاب الله ولا السنة النبوية المطهرة أو الفقه الإسلامي ولما دخلنا السجون حفظنا القرآن كاملا ومنا من كان يتباري بحفظ القرآن بأكثر من رواية أيضا حفظنا المتون والعقيدة والفقه والسيرة وأحكام التجويد ومنا من حصل علي أكثر من شهادة دكتوراه ، ولعل الله عز وجل أراد لنا في ذلك حكمة فربما انه أخذنا الكبر والغرور والزهو بقوتنا ونسينا أنفسنا فأراد الله أن ندخل هذه السنين الطويلة إلي السجون لنأخذ العبرة والعظة من الثورة التي حدثت وكيف أنها غيرت نظاما بطريقة سلمية تماما عجزنا نحن عن تغييره بقوة السلاح.

> متي تم القبض عليك؟.. وماذا ذكرت في التحقيقات؟

تم إلقاء القبض علي بعد شهر من عملية أديس أبابا وفي التحقيقات معي قلت إننا نعمل هذه الأشياء ونحمل رقابنا وأرواحنا علي أيدينا ابتغاء مرضاة الله عز وجل وتمكينا لدينه ولإقامة الخلافة الإسلامية وليس لأي شيء آخر وكانوا في التحقيقات يريدون ان نورط السودان فيما كنا نقوم به بأي شكل.

> بعد هذا العمر هل تعترف بخطأ تفكيرك؟

الذي فعلناه كان صحيحاً مائة بالمائة مع الوضع في الاعتبار قول الإمام الشافعي رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ونحن فعلنا مافعلناه من باب إخلاص النية لله عز وجل وأنا كان لي تصوري وهو أن القائد الخاص بي يأتي لي بالخلاصة الشرعية ويوجهني التوجيه الصحيح إلي فعل هذا أو عدم فعل هذا وأنا كنت أتحرك بإخلاص النية كفرد عادي ولست قائدا أو مسئولا نحن كنا نخرج نطلب الشهادة في سبيل الله عز وجل وأريد أن أحمي وأدافع عن الدين بصورة أو بأخري فأنا في هذه الحالة مجتهد ولست عالما وأنا لم أكن اعلم الصواب وابتعدت عنه ولو علمت الصواب من الخطأ لابتعدت عن الخطأ واتبعت الصواب حتي لو كان الصواب هو أن أوجه بندقيتي إلي أبي وأمي لفعلت ولو كان الخطأ أن أوجه سلاحي إلي حسني مبارك لما فعلت.

صفية والمشير ..أسرار غراميات «نازك السلحدار»



بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد واسترداد كامل تراب الأرض المصرية كان هناك مخطط لتحييد الجيش المصري وتحويله إلي قطاعات إنتاجية واستغلال طاقته وقدراته التنظيمية للمشاركة في أعمال التنمية الشاملة وإرساء دعائم مشروعات البنية التحتية وهذا الهدف كان نبيلاً ونال قبولاً لدي الرأي العام إلا أن القيادة السياسية منذ تولي مبارك مقاليد الحكم كانت تهدف لمآرب أخري من وراء هذا التحول وهي إقناع الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بأن الجيش المصري والقيادة السياسية لا ينويان خوض أي حروب مستقبلية مهما كانت التطورات.. وهي رسائل تطمين سياسية استفادت منها إسرائيل والولايات المتحدة للالتفات لقوي أخري في المنطقة بعيداً عن مصر التي أصبحت تحت السيطرة.

كان هذا هو المشهد السياسي داخلياً وخارجياً أما علي مستوي الجنرالات فالأمر مختلف تماماً فقد تحول العسكر نتيجة هذا التوجه إلي رجال أعمال.. وبدأت تتسرب الأنباء عن امتلاك البعض لمشروعات استثمارية ضخمة وأراضي وقصورا وفيلات وقري سياحية.

وبعد أن كان أقصي حدود الجنرالات عمولات صفقات السلاح ظهرت استثمارات أخري مع هدوء عجلة الحرب.

وسريعاً تشابكت المصالح بين الجنرالات ورجال الأعمال وتعددت العلاقات بكل أنواعها وسقطت شعارات «ممنوع الاقتراب أو التصوير» وتزاوجت العلاقة بين رجال الأعمال والعسكر بفعل فاعل وكان بينهم محلل وهو نجمات السينما وجميلات الفن واللاتي نلن قسطاً وفيراً من هذه الصفقات والتنعم بالعيش في قصور وفيلات الكبار. سنكشف خلال هذا الملف أسراراً ومفاجآت من العيار الثقيل تؤكد أن خزائن أسرار عهد مبارك مازالت عامرة بالمفاجآت التي تكشف مدي توغل الفساد في جميع المؤسسات منذ انطلاق شرارة البدء لهذا النظام وتزاوج السلطة بالمال مبكراً كما سنكشف صفحات جديدة من عصر الجواري والرقيق الأبيض اللاتي زينّ هذه الليالي الملاح.

بطل هذه المفاجآت هو شخص شغل منصب «المشير» أي رئيس أكبر وأرقي مؤسسة في مصر وهي المؤسسة العسكرية بل إنه ليس «مشيراً» عادياً ولكنه يشير إليه التاريخ بالبنان لبراعته العسكرية وصفحاته البيضاء في الجيش المصري وهو المشير «محمد عبدالحليم أبوغزالة» الذي تم تقويضه بأسلحة النساء والمال والصفقات المشبوهة التي تم تفصيلها للإيقاع به وتشويه تاريخه.

لم يأت ذلك من فراغ فالمشير أبوغزالة تولي وزارة الدفاع أواخر عهد الرئيس السادات وبداية عهد الرئيس السابق مبارك حتي عام 1989 وهو أحد أبطال وقادة حرب أكتوبر المجيدة.

ولد أبوغزالة بقرية زهور الأمراء بمركز الدلنجات في محافظة البحيرة عام 1930 وفي عام 1961 حصل علي إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي بعد تخرجه في الكلية الحربية.

لم يكتف الرجل بالدراسات العسكرية فقط فقد حصل علي بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.

تدرج في المواقع القيادية وعين وزيراً للدفاع وقائداً للقوات المسلحة عام 1981 ورقي إلي رتبة مشير عام 1982 وأصبح نائباً لرئيس الوزراء إلي جانب قيادته للجيش حتي عام 1989 عندما تمت إقالته وعين مساعداً لرئيس الجمهورية.

وقيل عند إقالته إن مبارك خشي من تزايد شعبيته في الجيش واحتمال قيامه بانقلاب عسكري عليه ولكن في الكواليس كانت هناك أمور لا يعرفها أحد فقد غضب الغرب مبكراً من أبوغزالة واستشعروا خطورته حيث كان يقوم بتطوير صواريخ طويلة المدي تحت اسم «كوندور 2» واستطاع مراوغة الولايات المتحدة في عدة صفقات أشهرها مناقصة دولية حول «دبابة الأبرامز» ولم تدخل الولايات المتحدة هذه المناقصة حتي لا تدعم مصر بسلاح يضمن لها الأفضلية علي إسرائيل إلا أن الولايات المتحدة فوجئت بعدد كبير من الدول الأوروبية نفذت المناقصة وعلي رأس هذه الدول بريطانيا فلم تجد الولايات المتحدة حلاً سوي التعاون مع مصر بدبابات «الأبرامز».

كما قام أبوغزالة بتأسيس برنامج صواريخ سري لصناعة الصواريخ الباليستية بالتعاون مع العراق والأرجنتين واكتشفت بعدها الولايات المتحدة تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ واتهموا بعدها أبوغزالة بمحاولة اقتناء تكنولوجيا تسليح أمريكية بطريقة غير مشروعة وبعيداً عن أعين الجهات الرسمية في الولايات المتحدة.

كل هذه المقدمات جعلت من أبوغزالة شبحاً يفزع أمريكا نفسها، وما إن جاءت الأوامر لمبارك المذعور حتي وقرر أن يتم التخلص من أبوغزالة ولكن بعد حرقه تماماً لدي الشارع ولدي المؤسسة العسكرية أيضاً لضمان عدم التعاطف مع المشير «المخلوع» ومن هنا بدأت الكواليس التي لا يعرفها أحد ونحاول إزاحة الستار عنها لأول مرة في الصحافة.

بدأت مخططات حرق المشير أبوغزالة باللعب علي وترين الأول هو سلاح الصفقات سواء صفقات السلاح أو البيزنس الخفي مع عدد من رجال الأعمال والثاني هو سلاح النساء.

واليوم نعرض لقصة جديدة لغراميات الجنرالات.. قصة حب في حياة المشير بعيداً عما تردد حول علاقته بـ«لوسي آرتين» التي تم الإلقاء بها في طريقه أيضاً.

القصة الجديدة بطلتها جميلة جميلات السينما المصرية وهي الفنانة صفية العمري التي تلاطمت بها الأمواج وانتهي بها المطاف للزواج السري بالمشير وأصبحت صاحبة القصر.. نعم صاحبة القصر بعد أن قام أبوغزالة ببناء قصر فاره في منطقة المقطم تم تصميمه بشكل يليق بزهرة السينما وجميلة الجميلات بل حرص أبوغزالة علي أن تكون زهرته بعيداً عن أعين الجميع فتم تصميم القصر بشكل خاص في شارع كورنيش النيل بالمقطم حيث تم الحفر له علي عمق كبير وباتت مباني القصر لا تظهر من أعلي أسواره.

ووجدت صفية العمري صعوبات كبيرة في حياتها الفنية وحياتها الخاصة أيضاً بسبب علاقتها بالمشير وتحولت قصورها إلي سجون.

فعلي المستوي الإنساني ظلت نازك «السلحدار» تشعر بالظلم طوال حياتها فحياتها الخاصة لم تكن ناجحة حيث تزوجت من الفنان جلال عيسي وأنجبت منه ولدين حرصت علي تسفيرهما للخارج ويعملان الآن في الولايات المتحدة وسرعان ما حملت صفية لقب مطلقة عندما انفصلت عن جلال عيسي.

في ذلك التوقيت كانت صفية قد وصلت إلي درجة النضج الفني وتخلصت من أدوار المايوهات التي كانت وسيلتها للشهرة مثل باقي الفنانات.

وبدأ نجم صفية يسطع في سماء الأعمال الجادة وحرص المشير علي ألا تترك صفية المشهد الفني في هذه النشوة الفنية لأن الاعتزال في هذا التوقيت سيفتح الباب لعلامات استفهام كثيرة هم في غني عنها حالياً.

تقدم لصفية العديد من الأسماء اللامعة للزواج منها خاصة أن جميلة الجميلات صاحبة الروح المصرية والملامح الأوروبية كانت تمتلك إلي جوار جمالها شخصية جذابة تحمل كثيراً من الخجل والأدب الجم إلا أن طابور العرسان والعشاق الطويل قوبل بالرفض من جميلة الجميلات وكانت هذه النقطة تمثل لغزاً للجميع وتؤكد لكل المحيطين حولها أن في حياتها شخصاً لا يعرفه أحد.. ورغم محاولات المتطفلين والعيون الراصدة لصفية للتعرف علي الدنجوان الذي امتلك قلبها وكشف شخصيته إلا أن هذا السر ظل حبيس جدران قصر المقطم حتي هذه اللحظة التي نكشف فيها لأول مرة عن هذه العلاقة وظلت في طي الكتمان حتي وفاة المشير عام 2008 ومازالت صفية تحتفظ بالسر وتأبي أن تتاجر به وهو ما يؤكد أن السيدة كانت تحب المشير حباً حقيقياً وشرعياً ولكنه كان عشقاً في الظلام بعيداً عن أعين الجميع.

وبعد رحيل المشير حاولت صفية التركيز في أعمالها الفنية واخراج طاقتها فيها إلا أن الحزن كان أقوي من العمل وانتصر المرض علي الجسد الجميل ودخلت صفية في مرحلة جديدة من الصراع مع المرض في ظل غياب كل الأحباب عنها فأولادها في أمريكا والحبيب رحل عن دنياها ولم يبق لها صديق سوي المرض واصيبت صفية بشلل نصفي في وجهها وظلت تخضع للعلاج لعدة سنوات حتي أتي الأمل الذي تمسكت به الجميلة بنتائجه وبدأت حالتها في التحسن إلا أنها أثرت السلامة وفضلت العزلة واكتفت بعلاقاتها المحدودة مع الأصدقاء فقط ثم انطلقت في العمل الخيري وحققت فيه طفرات جيدة كانت كفيلة بأن تخرجها من اليأس والمرض..

وبعدها بقليل حصلت صفية العمري علي منصب سفيرة النواياالحسنة تقديراً لأعمالها الخيرية ثم استقالت في موقف سياسي مشرف اعتراضاً علي المجازر التي حدثت في لبنان في فترة الاعتداء علي الجنوب اللبناني.

حاولت صفية أن تخرج كل طاقاتها في فنها إلا أنها لم تدرك للحظة واحدة أن علاقتها بأبوغزالة ستفتح عليها النار ونسيت «سيدة القصر» أن هناك «سيدة قصر» أخري في البيت العالي الذي يحكم نازك السلحدار والمشير ويحكم مصر كلها.

وفي المقابل كان علاء مبارك وأشرف مروان هما باقي أضلاع المثلث مع أبوغزالة في صفقات السلاح والعمولات الخاصة لجر رجل الرجل لعالم البيزنس ووضعه تحت السيطرة وبذلك يتم كسر عينه بالنساء والمال.

وتوسعت هذه الصفقات وبتوصيات خاصة من الباب العالي منح أيوب عدلي أيوب مساحة أرض «5» أفدنة في منطقة المنصورية وهي أفضل موقع هناك وتسمي «الصليبة المنصورية» وتم بناء قصر بها خاص بالمشير الذي حصل علي هذه الأرض دون مقابل مادي.

ولكن كان المقابل منفعة وهي منح عدلي أيوب مشروعات ضخمة لشركاته داخل الجيش يحقق من ورائها ملايين الدولارات.

كل هذه المخططات تمت في الخفاء وبشكل تدريجي ولم يتم فضح أي جزء منها إلا في الوقت المناسب وعلي مستويات معينة.

ومع تزايد شعبية المشير أبوغزالة خاصة أثناء مساعدته للعراق في مواجهة إيران حانت ساعة الصفر للتخلص منه بعدما أشيع أن الرجل سيرشح نفسه للرئاسة في الوقت المناسب وربما يقوم بانقلاب عسكري علي نظام مبارك ويفضح فساده.

وعندما علمت سوزان مبارك بتصاعد هذه الأفكار والشائعات قررت فتح النار فوراً علي المشير خاصة علي مستوي قيادات الجيش الذين اكتشفوا أن الجنرال أصبح رجل أعمال و«دنجوان».

وفي جلسات الهوانم قالت سوزان بالنص: «أبوغزالة رايقة عاوز يبقي رئيس؟!» وكانت الفضائح الأخلاقية في المجتمع الشرقي الذي يحافظ علي العادات والتقاليد هي وسيلة الإبادة الفتاكة لشخصية فولاذية مثل أبوغزالة.

حتي بعد رحيل أبوغزالة عن كل مناصبه وجلوسه في منزله يؤثر السلامة ظل يمثل شبحاً لمبارك وكل من حوله باعتباره صاحب رصيد لدي الشارع وحتي عام 2005 وقبل وفاته بـ 3 سنوات كان قبلها موعد انتخابات الرئاسة وأشاع البعض أن أبوغزالة سيرشح نفسه فقام مبارك بالاتصال به وسأله بشكل مباشر «يا أبوغزالة هترشح نفسك»؟! وكان الرد جاهزاً «لا يا ريس طبعاً» وكان هذا السؤال بمثابة رسالة تهديد ضمنية أدرك أبوغزالة أبعادها مبكراً لأنه يعلم تماماً أن النظام البائد كان وقتها يحتفظ ببعض الأوراق والفضائح التي لم تتم إزاحة الستار عنها وربما يتم استخدامها في حالة التفكير في العودة للمشهد السياسي 

ايضا نظام مبارك يمتلك العديد من المستندات كما صرح مبارك على المشير طنطاوى ولذلك نحن نعرف لماذا يتخاذل طنطاوى ولماذا حتى الان يريد ان يقوى ويساند نظام مبارك ولماذا تسير محاكمة مبارك بهذة الهزلية انها مستندات تهديد وتاريخ اسود لا يريد المشير نشرة او ان يطلع علية احد

برلمانى يقدم إستغاثة لإنقاذ سيوة من الحريق



قام النائب بلال جبريل عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة ,والنائب فرج العبد بطلب استغاثة الى البرلمان المصرى والمسئولين لانقاذ قرى " سيوة " من الحريق الذى نشب بقرية " مشندت " وقاموا بالاستغاثة باللواء مدحت النحاس قائد المنطقة الغربية الذى اشار انه لا يستطيع استخدام الطائرات فى اطفاء الحريق قبل بزوغ النهار , لسوء الاحوال الجوية .
 اللواء مدحت النحاس قائد المنطقة الغربية العسكرية يصرح اننا نستخدم سيارة القوات المسلحة والدفاع المدتى باجمالى 8 سيارات اطفاء وسوف نستخدم الطيران مع اول ضوء لان الطيران
 يستخدم فى ضوء وتم اخلاء القرى الموجود بها الحريق والرياح تجعل المهمة صعبة وعن الاسباب قال السيد اللواء ان التحقيقات لم تكشف بعد وندعوا الله بالتوفيق فى السيطرة على الحريق والتحقيق سيستمر كما قال ان هناك تنسيق بينة وبين مدير امن مطروح اللواء حسين فكرى

الحسابات السرية للمرشد في بنوك أوروبا وأمريكا



ورثت جماعة الإخوان المسلمين منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مرورا بالسادات وحتي 11 فبراير 2011 يوم تنحي الرئيس المخلوع لقب "المحظورة" التي ظلت تعامل علي أثره طيلة السنين الماضية فاعتقل أبرز كوادرها، وأغلقت معظم شركاتهم وصودرت جميع الأراضي المملوكة لهم، وجاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتعيد الشرعية السياسية للإخوان بعدما قررت الجماعة إنشاء حزب سياسي ضم أكثر من قيادي بمكتب الإرشاد بعد أن قدموا استقالتهم منه ليكون بمثابة الجناح السياسي المدافع عن التنظيم وسرعان ما بدأوا يرسمون الخطط للسيطرة علي الجهة التشريعية الوحيدة في مصر "مجلس الشعب" وتمكنوا من الحصول علي الأغلبية فيه ولأول مرة في التاريخ قفزت الجماعة المحظوظة " المحظورة سابقا " إلي رئاسة مجلس الشعب وحل الدكتور سعد الكتاتني رئيسا له رغم أنف باقي القوي الليبرالية ومن هنا أصبحت الجماعة شريكا أصيلا في السلطة مع المجلس العسكري، ومن إنجاز إلي إنجاز سار الإخوان حتي أعاد ملف قضية التمويل الخارجي لمنظمات المجتمع المدني الجدل حول قضية تمويل جماعة الإخوان المسلمين من الداخل والخارج وأثار العديد من التساؤلات حول عدم إخضاع حساباتها المختلفة لمراقبة الجهاز المركزي للمحاسبات بالإضافة الي حجم التمويل ووسائله وطرق استخدامه، «الموجز» من ناحيتها تقتحم أسوار هذا الملف وتفتح الحسابات السرية للإخوان.

من المعروف أن حسابات الجماعة كانت من أهم التساؤلات التي واجهها قادتهم علي مدار سنوات، لكنهم تهربوا من الإجابة عنها بشفافية، الأمر الذي دفع البعض للقول بأن الجماعة ترفض الإشهار عن ذلك الأمر خوفا من معرفة مصادر تمويلها في حين أوضحت دراسة أعدها مركز المعلومات حول الإرهاب والاستخبارات مؤخرا أن المؤسسة المالية للجماعة تعد إحدي المسائل السرية جدا داخل الجماعة لكن تم اكتشاف وجود مؤسسة كبيرة تابعة للإخوان المسلمين خارج مصر بعد أن تم تعيين 90 عضوا مصريا من مجلس الشوري العالمي للإخوان المسلمين فيها ، وأيضا تعيين 40 عضوا من خارج التنظيم في عام 2004، وجاءت هذه المعلومات علي لسان المرشد العام السابق للجماعة الدكتور مهدي عاكف، كما تم اكتشاف وجود مؤسسات تابعة للجماعة بعد أن تفجرت قضية شركة "سلسبيل" الذي اتهم فيها بعض قيادات الإخوان علي رأسهم نائب المرشد خيرت الشاطر والمهندس حسن مالك عام 1992 .

رصدت الدراسة في بادئ الأمر أن كوادر الإخوان تصرح دائما أن الجماعة ليس لها أي نشاط اقتصادي، وأن كل الأموال التي تحصل عليها الجماعة تأتي بشكل مباشر عن طريق اشتراكات الأعضاء، وأن كل الشركات التي يتم نسبها إلي الجماعة هي شركات خاصة للأعضاء، وعلي الرغم من هذه التصريحات فالمعلومات التي قدمتها الدراسة تؤكد ان الجماعة تتلقي تمويلات خاصة من خارج أعضاء الجماعة ومن خارج مصر، حيث يأتي معظمها من دول الخليج، كما أن الجماعة تحصل علي أموال طائلة من رجال الأعمال المنتمين إليها بوصفها زكاة أو صدقة، ويتم استخدام هذه الأموال لدعم الأنشطة الاجتماعية للجماعة مثل موائد الرحمن في رمضان، كما أن المؤتمرات التي تنظمها الجماعة من أجل دعم فلسطين تأتي بالربح العظيم لها عن طريق التبرعات التي يتلقاها مكتب الإرشاد من مصادر مختلفة من مصر وخارجها.

وأوضحت الدراسة أن الجماعة لديها صلات مع مؤسسات بنكية ومالية إسلامية في مختلف أنحاء العالم، التي يديرون من خلالها عمليات غسيل الأموال حيث شهد عام 2010 تحريك دعوي قضائية ضد خمسة من قيادات الجماعة، بسبب اتهامهم بجلب ملايين الدولارات من الخارج، لتمويل أنشطة الجماعة، من خلال عدد من المشروعات الاقتصادية المنسوبة لعدد من الأعضاء، وتم القبض علي أحد المتهمين، بينما استطاع الأربعة الآخرون الهروب من مصر.

وأحد المتهمين في القضية هو إبراهيم منير أحمد مصطفي، الذي اتهم بأنه استغل أحداث الهجوم علي غزة من خلال عملية الرصاص المصبوب، لجمع تبرعات من أجل الجماعة، بدعوي أن هذه الأموال سوف يتم استغلالها لمساعدة أهالي غزة، كما وجه نفس الاتهام للمتهمين الآخرين، الذين كان من بينهم وجدي غنيم الذي اتهم أيضا بجمع أموال من خلال مؤتمر المنتدي الفلسطيني ببريطانيا وهي إحدي المؤسسات الموجودة في لندن التي تقوم بإرسال الأموال بطريقة سرية ومستحكمة إلي قيادات بعينها داخل مكتب الإرشاد.

و في دراسة أخري بنفس المركز أكدت أنه بواسطة الدعم المادي من دول الخليج استطاعت الجماعة توسيع قاعدة نشاطها الدعوي في أوروبا والولايات المتحدة، وأنشأت مؤسسات بنكية ومساجد ومراكز أبحاث ومعاهد إسلامية، ومؤسسات اجتماعية وتعليمية، وكلها كانت تعمل من أجل نشر الإسلام السياسي الراديكالي داخل المجتمعات الإسلامي في أوروبا.

وقالت الدراسة إن أبرز المراكز الأوروبية التي تربطها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين توجد الآن في بريطانيا وألمانيا وفرنسا، حيث كانت مدينة ميونخ مركزا لنشاط الجماعة، ومن بين المؤسسات الهامة التابعة للجماعة في هذه المدينة رابطة منظمات IGD أو رابطة المجتمع الإسلامي في ألمانيا، ومثل هذه الرابطة توجد في بريطانيا باسم "اتحاد المسلمين في بريطانيا"، ومنظمة "المسلمين في فرنسا".

وأكدت الدراسة أن هناك 24 منظمة وهيئة تابعة للإخوان المسلمين في أوروبا تسعي لتحويل الإسلام إلي القوة المهيمنة علي المجتمع الأوروبي متعدد الثقافات، كجزء من الهدف الأعلي للجماعة بسيطرة الإسلام علي العالم موضحة أن تصريح يوسف القرضاوي أحد أهم علماء الإسلام السني والمقرب إلي جماعة الإخوان المسلمين، الذي أكد فيه أن الإسلام سوف يسيطر علي أوروبا كلها، عن طريق نشر الرسالة الدعوية والوعظ والتعاليم الإسلامية وليس عن طريق الحرب وبدأ هدف الجماعة يظهر بوضوح من خلال شعار إحدي المجلات التابعة للجماعة في أوروبا المسماة " رسالة الإخوان " حيث اختير لها شعار خريطة العالم وتحته اقتباس لإحدي عبارات حسن البنا مؤسس الجماعة " هدفنا - السيطرة علي العالم ".

وأشارت إلي أن توجه الجماعة لأوروبا يرجع إلي الستينيات من القرن الماضي حيث أقام الملك فيصل هيئة عالمية لنشر تعاليم الإسلام وفقا للمدرسة الوهابية رغبة في مواجهة الفكر العلماني الناصري بمصر، وشارك في هذه الهيئة أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين وقد اتهمت هذه الهيئة مصر بتعقب المسلمين أعضاء الحركة في عام 1966، ويرجع الفضل للسعودية في تمويل الجماعة، حيث اعتادت السعودية تمويل الجماعة بسخاء منذ بداية نشأتها.

واستعانت الدراسة بتصريح أحد السياسيين الذي عين كسفير لمصر والسعودية حيث أكد أن حسن البنا زار المملكة في عام 1948 واستقبل بحفاوة شديدة، بعدها اعتاد علي زيارة السعودية سنويا، كما أن اللاجئين من الجماعة بالسعودية أصبحوا أغنياء بشكل واضح الأمر الذي جعلهم من اكبر مصادر التمويل للجماعة في مصر ،وحاولت السعودية استخدام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم لنشر المبادئ الإسلامية ،وفي المقابل حصلت الجماعة علي وظائف لأعضائها وتمويل لأعمالها ، وكان سماح السعودية باستقبال اللاجئين من جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإسلامية سببا رئيسيا في اتهام السعودية بأنها كانت وراء ظهور تنظيم القاعدة الذي تبني الفكر الجهادي العالمي.

ومن أهم المؤسسات التي نسبت إلي جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا بنك التقوي، الذي تأسس من قبل قياديين في جماعة الإخوان المسلمين من أبرزهم رجل الأعمال يوسف ندا وحسب معلومات مؤكدة فقد كان البنك "أول بنك إسلامي" يعمل خارج الدول الإسلامية، وقد قام يوسف ندا بدمج أمواله مع أموال صديقه غالب همت، حتي يزداد رأسمال البنك، وبالفعل استطاع البنك تحقيق مكاسب كبيرة في سنواته الأولي، وأصبح يوسف ندا شخصية مرموقة في عالم الاقتصاد والمال في أوروبا، ودول العالم الإسلامي.

و يقع مقر البنك الرئيسي في منطقة "الناسور" بجزر الباهاما المجاورة للولايات المتحدة وهي جزر متاح بها العمل علي نظام "الأوفشور" في العمليات المصرفية والاستثمارية من دون مراقبة من حكومات، ويطلق عليه تسمية أخري شائعة " بنك جماعة الإخوان المسلمين "، إذ إنه أحد الجوانب الاستثمارية الأخري لجماعة التي كان محظور نشاطها في مصر وعدة بلدان أخري.

ميزانية البنك المجمعة في 1994 قدرت بــ 258.667.162 دولار أمريكيا، لكن أفلس البنك في العام1998 م. واتهم عدد من أعضاء جماعة الإخوان رئيس مجلس إدارة البنك المليونير يوسف ندا الذي يحمل الجنسية الإيطالية والمقيم في سويسرا بإفلاس البنك. الذي رد علي سؤال طرح عليه حول مصير الملايين من أموال البنك قائلا:

" هو الحقيقة يعني أنا بالنسبة لي أنا استعوضت أمري لله، وأنا يؤلمني فعلاً مدخرات الناس وشقاهم المغترب منهم أو المقيم، لكن أنا لم أخطئ، الحمد لله في عملي لم ينقصني لا علم، لا خبرة، لا تجربة، ولا علاقات، ولا وضع في السوق، كل العوامل اللي محتاجها العمل كانت موجودة، لكن قضاء الله ما أقدر يعني أستشف الغيب أيه اللي هيعملوه. أنا أصبح وضعي يعني عامل زي العراق ".

وجهت اتهامات للبنك بوجود صلات بعدة منظمات وشخصيات إرهابية دولية مثل أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، حيث كان اثنان من أقرباء أسامة بن لادن من بين حملة الأسهم في البنك. وخلال التحقيقات اكتشف أن أحد مؤسسي البنك وهو "أحمد إدريس نصر الدين" وهو ثري من أصول إثيوبية والذي عمل ذات مرة قنصلا فخريا في ميلانو، وأحد الموظفين السابقين في منظمة بن لادن، فإنه وحسب كلام يوسف ندا فإن نصر الدين كان "الممول الرئيسي" للمركز الإسلامي في ميلانو، والذي تعتقد الحكومة الأمريكية أنه- أي المركز- اعتبر محطة لإرسال المتدربين إلي معسكر تدريب تنظيم القاعدة في أفغانستان رأس مجلس إدارته يوسف ندا الذي صنف من قبل كأحد داعمي جماعات مثل جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية.

اتهم بنك التقوي بتقديم "دعم مادي" إلي المتهمين بالتخطيط لهجمات علي سياح بمناسبة احتفالات الألفية في الأردن.

أغلق البنك العام2001 م. بقرار دولي من مجلس الأمن الدولي بعد اتهامات له بدعم وتمويل الارهاب.

وقد ثبت عدم صحة الاتهامات الموجهة لبنك التقوي ومجموعة ندا للإدارة بتمويل جماعات ارهابية وبالتالي حفظ التحقيق في القضية في عام 2005 ثم التخلي عن التحقيق بعد ثبوت بطلان الإتهامات الموجهة للمجموعة في عام 2007 كما نشرته وكالة سويسانفو السويسرية، وكان من كبار المودعين في بنك التقوي الشيخ يوسف القرضاوي وزغلول النجار وعدد من كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين مثل خيرت الشاطر.

يذكر أنه بعد إلقاء القبض علي خيرت الشاطر المسئول عن الملف المالي للإخوان في قضية ميليشيات الأزهر في مارس 2008 وتولي القيادي إبراهيم الزيات الملف المالي سافر القيادي الاخواني جمال عبدالسلام الي داكارالعاصمة السنغالية بتكليف من قيادات الإخوان والتقي هناك محمد عبدالرازق محمد الصديق العضو الاماراتي بجماعة الإخوان وتم الاتفاق علي تهريب مبالغ مالية ضخمة إلي مصر بدلاً من غزة وتم وضع مبالغ ضخمه في حساب عضو التنظيم أسامة محمد سليمان حيث رصدت ذلك الأجهزة المعنية ورود أموال ضخمة من لبنان كانت قد جمعت خصيصاً لمساعدة أبناء غزة المحاصرين وبدلاً من أن تذهب إلي غزة جاءت الي حساب أسامة محمد سليمان عضو التنظيم طبقاً لما صدر عن وحدة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب بالبنك المركزي وتم القبض علي أسامه سليمان عندما كان يحاول الهرب وبحوزته 2.7 مليون يورو، ملايين الدولارات تنقل من الخارج الي مصر وتجمع الأموال من الداخل لتوضع في حسابات قيادات اخوانية بارعة في العمل الاقتصادي وإدارة الملف المالي بالجماعة ويتم كل ذلك وقواعد الجماعة لاتعلم شيئاً، وفي 15/4/2009 عقد ابراهيم منير مسئول العلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين مؤتمراً في لندن بحجة مساعدة غزة ونجح في جمع تبرعات كبيرة وتهريبها الي مصر لتمويل الاخوان وساعده في ذلك القيادي بالجماعة وجدي غنيم، وفي 24/5/2009 عقد مؤتمر في لندن ضم عائض القرني وابراهيم منير وتم جمع ثمانية ملايين جنيه استرليني وتحويلها الي مصر عبر اساليب وطرق التنظيم الدولي بالجماعة.

وفي العموم فإن أقل التقديرات تشير الي أن استثمارات جماعة الاخوان تقدر بحوالي 180 مليار جنيه في 84 دولة، والمعروف أن الجماعة تكلفت في انتخابات برلمان 2005 حوالي60 مليون جنيه.

من ناحية أخري تقدمت سناء السعيد عضو مجلس الشعب عن الحزب المصري الديموقراطي باستجواب إلي رئيس مجلس الوزراء ووزير ة التأمينات والشئون الاجتماعية بصفتيهما ووزير العدل بصفته تشرح فيها تقاعس الحكومة عن الإيفاء بقسمها علي حماية الدستور والقانون وإخلالها الجسيم بعمل من أعمالها وعدم تطبيق صحيح القانون وتركها جماعة الإخوان المسلمين تعمل دون غطاء دستوري وقانوني في مخالفة صريحة للدستور والقانون وحنث واضح بالقسم الدستوري الذي أقسمته الحكومة رئيسا ووزراء.

وقالت النائبة إن ثورة 25 يناير أنتجت جوا من الحرية والديمقراطية أتاحت لجميع القوي المدنية تنظيم نفسها في أطر قانونية كالأحزاب والجمعيات الأهلية والمراكز والمؤسسات المدنية وعلي الرغم من أن بعض المنظمات الدعوية والاجتماعية والسياسية كانت محظورة قانونا بفعل النظام الفاسد الذي كان يقهر كل القوي ولا يسمح بالوجود القانوني لها حتي يجعلها تعمل بشكل غير شرعي مما يجعل القائمين عليها عرضة للمساءلة القانونية كلما عن لهذا النظام الفاسد عقابها.

وأضافت: المفارقة الغريبة أن بعض هذه الجماعات وعلي رأسها جماعة إخوان المسلمين والتي كان يحلو للنظام المخلوع وصفها بـ (المحظورة ) لم تتقدم حتي الآن بطلب إشهارها قانونا كما أن السلطات المختصة قانونا بالإشراف المالي والقانوني لم تتحرك خطوة واحدة لتطبيق القانون علي هذه الجماعات مما يعد مخالفة صارخة للدستور والقانون واليمين الذي أقسمه رئيس الوزراء وأعضاء حكومته الموقرة في حماية الدستور والقانون وإخلالا جسيما بواجباتهم مما يستدعي مساءلتهم واستجوابهم لتقصيرهم الشديد في ممارسة مهام وظائفهم ولحنثهم باليمين الدستورية التي اقسموا عليها ولتعريضهم أمن البلاد للخطر خاصة أن هذه الجماعات غير مسجلة بحكم القانون وتحكم مصر الآن والشعب لا يعرف شيئا عن مصادر تمويلها.

وأضافت السعيد أنه في الخامس من يوليو سنة 2002 صدر القانون رقم 84 لسنة 2002 والمسمي بقانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية فنص في المادة السابعة من مواد إصداره علي إلغاء قانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة الصادر بالقانون رقم 32 لسنة 1964 وقانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية الصادر بالقانون رقم 153 لسنة 1999 كما ألغي كل نص يخالف أحكامه.

وقالت السعيد: إن أعضاء الشعب وأفراده لا يعرفون شيئا عن ميزانيات الجماعة ولا عن مصادر تمويلها ولا عن أوجه إنفاق هذه الإيرادات مما يعد بعدا عن الشفافية واقترابا من التنظيمات المغلقة والتي تجعل الإشاعات تحل محل المعلومات ولا يستطيع احد دحض إشاعة ما لم تتوافر المعلومات الموثقة وأنا أسأل الحكومة: هل يعرف احد من مسئوليك أية معلومات عن هذه الجماعات والتي تحكم مصر الآن؟ ثم ما الذي تعرفه الحكومة؟ وما الذي يعرفه الشعب عن مصادر تمويل هذه الجماعة ؟!ثم لماذا لم تطبق الحكومة نصوص القانون 84 لسنة 2002 بخصوص مصادر تمويل الجمعيات؟.

وقالت في المادة ( 17 ) إن للجمعية الحق في تلقي التبرعات، ويجوز لها جمع التبرعات من الاشخاص الطبيعيين ومن الاشخاص الاعتبارية بموافقة الجهة الادارية علي النحو الذي تحدده اللائحة التنفيذية لهذا القانون.

وأشارت الي انه في جميع الأحوال لا يجوز لأية جمعية أن تحصل علي أموال من الخارج سواء من شخص مصري أو شخص أجنبي أو جهة أجنبية أو من يمثلها في الداخل، ولا أن ترسل شيئا مما ذكر الي أشخاص أو منظمات في الخارج إلا بإذن من وزير الشئون الاجتماعية. وذلك كله عدا الكتب والنشرات والمجلات العلمية والفنية حسب المادة ( 18) انه يجوز للجمعية، في سبيل تحقيق أغراضها ودعم مواردها المالية، أن تقيم المشروعات الخدمية والانتاجية والحفلات والاسواق الخيرية والمعارض والمباريات الرياضية.

وفي نفس السياق طالب النائب محمد أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب بضرورة فتح ملف تمويل جماعة الإخوان المسلمين مطالبا بإخضاع أموالهم للمراقبة. وقال السادات إن قانون الجمعيات الأهلية الذي سيقره المجلس في القريب العاجل سيناقش الوضع القانوني لجماعة الإخوان المسلمين، وفي حال رفض إخضاع أموالهم للجهاز المركزي للمحاسبات أو تحويل نشاطهم السياسي إلي جمعية أهلية تخضع للقانون سيطالب أكثر من نائب في المجلس بمساءلاتهم قانونيا.

وأقام شحاتة محمد شحاتة مدير المكتب العربي للنزاهة والشفافية دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة طالب فيها بإصدار حكم بحظر استخدام اسم جماعة الإخوان المسلمين وتجميد كافة أنشطتها وحساباتها المصرفية وكذا إغلاق جميع مقارها في القاهرة وباقي المحافظات للممارستها العمل العام بدون ترخيص من وزارة الشئون الاجتماعية بالمخالفة لقانون الجمعيات الأهلية.

فيما رد الدكتور أحمد أبوبركة المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين قائلا : ما يثار عن إخضاع أموال الأخوان للرقابة من الجهاز المركزي للمحاسبات أمر غير قانوني ومخالف دستوريا وبالتالي لا يحق لأي نائب داخل مجلس الشعب من المطالبة بذلك خاصة أن الجماعة منذ نشأتها وهي تعمل بقانون ثابت في النور ولا تخفي شيئا، ومن لديه مستندات تثبت تورطنا في ممارسة عملية التمويل الخارجي فليقدمها إلي الجهات المختصه، ويجب أن ينضج الساسة وأصحاب العقول الحكيمة وأن يرتقوا لمستوي الحدث ويعوا جيدا أن مصر تمر بمرحلة خطيرة لا تستحق هذا التلاسن والتباغض.

مليارات الشيخ حسان



حيث تناول الموقع الإخباري الأمريكي "all voices" الحدث علي صفحته الرئيسية تحت عنوان "الشيخ محمد حسان يتعهد بجمع المعونة الأمريكية في ليلة واحدة" حيث سلط الموقع الضوء علي دعوة الشيخ لتنفيذ المبادرة علي أرض الواقع من خلال دعوة المسئولين من المجلس العسكري والوزارات المختلفة وأعضاء مجلس الشعب والأزهر الشريف وكل رجال الدولة، ونقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية تفاصيل لجمع المعونة وأعلنت تبني بعض القوي لها، موضحة أنها ستكون بمثابة صندوق المساعدات الداخلي الذي يستخدم بديلاً عن المساعدات الأمريكية، وتعرضت الصحيفة البريطانية للشيخ حسان من المصريين، واعتقادها أن المبادرة ستلقي استجابة كبيرة من عموم المصريين لما يتمتع به الشيخ من حب وقبول غير عادي من المصريين عموماً وأنصاره من السلفيين خصوصاً، وأكدت أن هذا الصندوق ربما تطلب لوائح من مجلس الشعب لإدارته، كما أشادت صحيفة التايمز البريطانية بالمبادرة بوصفها الشيخ حسان أنه دائماً ما يسعي لإنقاذ الوطن، والخروج من الأزمة، مؤكدة أنه علي الإدارة الأمريكية أن تتعامل مع الموقف بشكل مختلف، وتابعت البي بي سي الخبر باهتمام بالغ تحت عنوان "الداعية الإسلامي محمد حسان يطلق مبادرة مصرية للاستغناء عن المعونة الأمريكية".

يبدو أن إعلان مبادرة الداعية الإسلامي، الشيخ محمد حسان، التي حملت اسم "المعونة المصرية" للاستغناء تماما عن المعونة الأمريكية، "عسكريا واقتصاديا"، لم تأت صدفة ولم تخرج تلقائية كما يظن البعض، وبالتدقيق في مجريات هذا الحدث قد تكتشف أن هناك إتفاقاً أو توافقاً ما بين الشيخ حسان والمجلس العسكري، فقد أعلن "حسان" عن مبادرته علي شاشة التليفزيون المصري، مساء السبت الموافق 12 فبراير، من خلال برنامج "ستوديو 27"، حيث كان ضيف البرنامج الذي استمر حتي الساعات الأولي من صباح الأحد، وقال "الشيخ" نصاً: (أقول لأمريكا.. مصر قامة كبري.. وستبقي قيمة إلي أبد الدهر.. ولن نركع أمام معونتكم التافهة.. ولن نُذل أمام بضعة ملاليم.. وأقسم بالله أن الشعب المصري سيجمع من خلال شبابه وعلمائه ورجال أعماله.. حتي السيدات اللاتي يبعن "الجرجير والطماطم في الشارع".. عشرات المليارات من الجنيهات لهذه المبادرة، حتي لا ينكسر المصريون أمام دولة عدوة مثل أمريكا)، وذكر أيضاً أنه سيبدأ التنفيذ الحقيقي للمبادرة من الليلة ــ الليلة التي أطلق فيها المبادرة ــ، تمهيدا لإبلاغ الجهات المسئولة في مصر، وهم (المجلس العسكري ومجلس الوزراء ومجلس الشعب) بإلغاء المعونة الأمريكية نهائيا، من هنا انطلقت مبادرة "المعونة المصرية" علي يد الشيخ حسان.

والسؤال هنا ـ الذي يفرض نفسه بقوة ـ هل من المعقول أن يخرج رجل بحجم وقيمة الشيخ حسان من تلقاء نفسه ليعلن عن مبادرة بهذه الأهمية والتي قد يكون لها تبعات سياسية ودولية كبيرة للدولة المصرية؟!

الشيخ والمعونة.. والسيناريو الكامل

في حين أن "حسان" له شعبية طاغية ويتمتع بثقة كبيرة عند الكثير من المصريين، والذين قد يستجيبون لدعوته دون تفكير، بجانب أن هناك نفوراً شعبياً شديداً تجاه السياسة الأمريكية، ورفضاً تاماً للتدخل الأمريكي في شئوننا الداخلية، ربما هذه الأسباب تكون كفيلة للاستجابة السريعة لهذة المبادرة، وهذا ما لاحظناه قبيل انتهاء برنامج "استديو مصر"ـ الذي دعا فيه "حسان" للمبادرة ـ بدقائق معدودة، انهالت المكالمات الهاتفية لتأييد المبادرة، من رجال أعمال مصريين، غالبيتهم يعيشون خارج مصر، وعدد من القضاة والمستشارين، وائتلاف ضباط الشرطة ونقابة الفلاحين وعمال مصانع النسيج والشيخ أحمد المحلاوي، خطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، معلنا أنه سيبدأ من اليوم جمع التبرعات رسميا تحت اسم "المعونة المصرية". وطالب المتصلون بالبرنامج -الذي رفض الرد عليهم لكثرة عددهم وتأخر الوقت- معرفة رقم الحساب الذي سيتم التبرع عليه باسم المبادرة، فرد الشيخ محمد حسان بلغة الفخر من سرعة رد فعل الجمهور مع المبادرة وظهرت في عينه الدموع: "مصر لن تسقط.. وغدا سيتم البدء في فتح الحساب بعد الاتفاق مع المسئولين بالدولة".

وتأكيداً علي أن الشكوك التي تفيد بأن هذة المبادرة لم تأت بإذعان شخصي من الشيخ الشهير، وإنما جاءت باتفاق مسبق غير معلن بين "حسان" و"العسكري"، فهناك العديد من الدلائل التي تشير إلي ذلك، منها مقال تم نشره علي الصفحة الرسمية للمجلس الأعلي للقوات المسلحة في تاريخ 9 فبراير ـ أي قبل انطلاق مبادرة الشيخ بيومين ـ وجاء المقال بتوقيع ما يسمي " أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلي للقوات المسلحة" تحت عنوان "حالة فهم 6"، ويقول الأدمن في هذا المقال (إن مصر لن تتعرض للابتزاز، ولا يمكن الضغط عليها)، ووجه أدمن صفحة العسكري رسالة من عدة نقاط، جاء فيها: (إن مصر بتاريخها وشعبها وثورتها لا يمكن الضغط عليها أو ابتزازها، إن العلاقات الدولية لمصر سواء مع الولايات المتحدة أو مع غيرها يحكمها أمر واحد فقط هو المصالح المشتركة للطرفين وليس لطرف علي حساب الآخر، وأن مصر لا تخضع لهيمنة أي من كان ولنا في التاريخ البعيد والقريب المثل والعظة، ولن تخرج مصر إلا منتصرة. إن قضية هذه المنظمات هي الآن بين يدي القضاء المصري العظيم والذي سيحترم الجميع كلمته الأخيرة بعد استكمال التحقيقات. إن الأدلة التي أُعلن عنها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة العدل اليوم قد أظهر العديد من الحقائق، ولعل أخطرها هو العثور علي خرائط تقسيم مصر.. وما خفي كان أعظم . إن المبالغ المالية التي تم ضخها في مصر لإثارة الفوضي)

ويختتم أدمن صفحة العسكري مقاله بقوله (كل ما سبق يصل بنا إلي نتيجة حتمية وواضحة وهي أنه لن يبني مصر إلا المصريين، ولن يدعم الاقتصاد المصري إلا عرق السواعد المصرية، وهذا لن يتأتي إلا بالعمل الجاد والشاق وانتظام العمل في كل قطاعات الدولة وإعادة الأمن والاستقرار إلي ربوع المحروسة من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب....).

هكذا جاء مقال الأدمن لصفحة المجلس العسكري علي موقع الفيسبوك، وفيه من الإشارات ما يبين ويوضح موقف المجلس العسكري، وقد جاء هذا الموقف من العسكري كرد فعل علي ما قام به أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بتاريخ 19 يناير من تهديد بقطع المعونة الأمريكية لمصر إذا لم يقم المجلس الأعلي للقوات المسلحة بالسماح بعودة المنظمات غير الحكومية بالعمل مرة أخري في مصر ''دون قيود أو شروط''.، بالإضافة إلي التقارير الصحفية المنشورة بكبري الصحف الأمريكية التي ذكرت فيها أن أمريكا بصدد قطع المعونة عن مصر.

ومن الواضح هنا أن المجلس العسكري لم يكتف بهذا المقال ولابالتصريحات الصحفية لأعضائه، وإنما أراد أن يحقق شيئاً علي الأرض يتصدي به لهذا الموقف الأمريكي المهين للدولة المصرية شعباً وسلطة، ولذلك جاءت خطوة "مبادرة الشيخ حسان" لتأخذ شكلاً أكثر جماهيرية، وتحقق ضغط حقيقياً، وعلي الجانب الآخر لكي تستطيع الحكومة أن توفر دخلاً من وراء هذة المبادرة، يساهم في حل الأزمة المالية الخانقة التي تتعرض لها البلاد بشكل غير مباشر وغير محرج لها أمام الشعب!!.. مستغلة في ذلك التصدي للتدخل الأمريكي في الشئون الداخلية مقابل المعونة، وربما قد يخيل للبعض أن السلطات المصرية هي المستفيدة من هذة المبادرة، حيث إن الأمور حتي الآن لم تاخذ شكلاً رسميا، ووفقاً لتصريحات السفير المصري في واشنطن سامح شكري والتي اعلنها يوم 11 فبراير حول ملف التمويل الأجنبي وتأثير ذلك علي المعونة الأمريكية، والتي يقول فيها (إن هناك تقارير إعلامية أشارت إليه لكن لم يتم التطرق إليه رسمياً، والحقيقة أن الأمر بعيد حتي الآن عن أخذ قرار بشأن ذلك، والموضوع يتعلق بمطالبات نواب الكونجرس، والقضية محل دراسة بين حكومات البلدين)، ويبدو من حديث "شكري" أن وقف المعونة مازال محل دراسة ولم يتم البت فيه نهائياً،ـ ونحن لاندعي بأنه يجب الانتظار حتي صدور قرار رسمي ولكننا نفند ونحلل فقط ـ

أمريكا.. والموقف من المعونة

وتأكيداً علي ماقاله السفير المصري بواشنطن، خرج علينا نائب وزيرة الخارجية للادارة والموارد ''توماس نيدس''، يوم 14 فبراير ــ في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الخارجية الأمريكية حول ميزانية الوزارة لعام 2013، فيما يتعلق بمصرــ يقول: (إن ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2013 تشمل مبلغ 3،1 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية لمصر، إضافة إلي 250 مليون دولار في صورة مساعدات غير عسكرية، مضيفاً: أن هدفنا هو توفير هذا التمويل الذي يشمل 1,3 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية و250 مليون دولار في صورة مساعدة مباشرة خلال عام 2013،وتابع نيدس: وهدفنا هو أن نوفر لهم هذه الأموال.. ومن الواضح أن لدينا أموراً نحتاج إلي العمل عليها.. ونحن نعمل عليها بكل قوة.. ولكن هذه الميزانية تعكس التزامنا ورغبتنا في التمويل الكامل لهذه المبادرات، وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد أعلن مقترحه للميزانية الفيدرالية لعام 2013 والذي أرسله إلي الكونجرس، بثبات المعونة الأمريكية السنوية المقدمة الي مصر، وأضاف نائب وزيرة الخارجية للادارة والموارد، قائلاً: أن الكونجرس والإدارة: بالتأكيد يرغبان في حل القضايا المثارة حاليا في مصر، وبمجرد حل هذه الأمور فإن هناك دعماً من كلا الحزبين بالكونجرس لمساعدة مصر، ولا جدال علي ذلك' وتابع نيدس قائلاً إنه: بمجرد أن يتم حل الموضوعات العالقة الخاصة بنا في مصر، فسوف نكون قادرين علي تقديم المساعدة التي نأمل في تقديمها)، حتي هنا يتبين لنا أن ماصدر من أمريكا جاء عبر تقارير إعلامية، ومطالبات 11 نائباً بالكونجرس، وماجاء من الجانب المصري أيضاُ يتلخص في تصريحات إعلامية لأعضاء المجلس العسكري ومقال كتبه أدمن صفحته علي موقع "الفيسبوك" ومبادرة حسان التي حققت نجاحأ ملحوظاً وهاهي دخلت بالفعل حيز التنفيذ، في وقت لم تقطع فيه أمريكا بمنع معونتها لمصر، وهذا يدعونا للسؤال في حالة استمرار الإدارة الأمريكية في إرسال المعونة لمصر، هل سترفض السلطات المصرية "المعونة الأمريكية" إذا نجح الشيخ حسان في جمعها؟ أم ستأخذ المعونة وما يحصل عليه "حسان" من المبادرة؟

علاقة المعونة باتفاقية السلام مع إسرائيل

وللعلم بالشئ فإن كلمة "معونة" هي لفظ غير دقيق لما يحصل عليه الجيش المصري من تسليح وتدريب يصل إلي 3،1 مليار دولار، وقد نشره النظام السابق، والمفترض أن هذه المبالغ هي (مساعدات عسكرية للجيش المصري)، وحصلت مصر عليها بعد إصرار الرئيس الراحل السادات عند التوقيع علي اتفاقية السلام بأن بألا تقوم أمريكا بتسليح الجيش الإسرائيلي لأن ذلك يهدد المنطقة، وهو ما رفضته أمريكا فما كان منه إلا أن أصر علي أن تقوم أمريكا بتسليح الدولتين مصر وإسرائيل بما يحقق توازنا عسكريا في المنطقة، والمساعدات العسكرية الأمريكية هذه ليست علي هيئة نقود سائلة ولكنها علي هيئة تسليح وذخيرة وتدريبات وبعثات، وقد فطن حزب الحرية والعدالة لهذا الأمر، ولهذا هدد الدكتور محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، بإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد للسلام، الموقعة بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية، إذا استمر تلويح الإدارة الأمريكية بوقف المعونة، وقال مرسي إن المعونة الأمريكية جزء من اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل، والتي تعتبر الولايات المتحدة ضامناً لها وطرفاً أصيلاً فيها، مشيراً إلي أنه لا مجال للحديث عن المعونة إلا في إطار الاتفاقية، ولوح رئيس حزب الحرية والعدالة بأن إعادة النظر في الاتفاقية قد يتعثر.

«حسان» من البداية حتي المبادرة

وبالعودة للحديث عن الشيخ محمد حسان والذي تستطيع أن تسميه "شيخ المهام الصعبة" أو "رجل الأزمات" وبجانب ذلك تجده دائماً يمسك العصا من النصف، ويظهر هذا مع الشيخ من قبل بداية الثورة، فقبل بدايات الثورة سخر حسان من فكرة الثورة وقال: (لن تخرج أمتنا من أزمة الفقر بهذه الفهلوة، ولا بالإضرابات المخربة التي تُسفك فيها الدماء والتي تتحطم فيها المحال والسيارات)، وبعد 25 يناير (حذر من الفوضي وطالب الشباب بالحفاظ علي الممتلكات العامة لأنها ملك لهم وحذرهم من تيارات تقفز علي مطالبهم المشروعة والعادلة وثورتهم المباركة)، ويوم الخميس -3 فبراير- فقد كان الشيخ محمد حسان بين المتظاهرين في ميدان التحرير وحسب تصريحاته فإن السبب هو (ترشيد هذه الطاقات وضبط حماس الشباب وعدم الانفلات، وحذر من الانفلات وعدم وضوح اتجاه ما يحدث الآن في البلاد) وكان حسان قد حذر في لقائه بقناة المحور الشباب (من التوجه لقصر الرئاسة حيث إن التحرك يضيع حقهم بالرعونة والحماقة وسفك الدماء وتساءل: ماذا لو وُجدت القنوات الدينية الآن ورُشِّدت ؟ وطالب أن يتواضع الوزير ويجلس مع رؤساء هذه القنوات ويقول ملاحظاته وسوف يجلس مع أناس علي مستوي المسئولية)

وبعد انتهاء الحديث عن موقف الشيخ من "الثورة"، نتحدث عن صلة "حسان" التي علي مايبدو وثيقة جداً بالمجلس العسكري، لقد استخدم المجلس العسكري الشيخ "حسان" في كثير من الأزمات، فوجدناه بالفعل يعمل علي احتواء واقعة "كنيسة صول" بأطفيح ولأنها كانت أزمة بين المسلمين والمسيحيين، واستطاع الشيخ أن يهدئ الأجواء وتعانق المتخاصمان، وفي موقف آخر لجأ فيه "العسكري" للشيخ "حسان" في أحداث قنا بعد أن اعترض السلفيون علي تعيين محافظ قبطي للمحافظة بعد مجدي أيوب، وسافر فعلاً إلي قنا، لينهي الأزمة ولكنه هذه المرة خيب ظن المجلس العسكري حيث لم ينجح فيها مثلما حدث في واقعة اطفيح،

لماذا كان يظهر "الشيخ" في الفضائيات يومياً؟

وعند الوقوف علي آراء الشيخ تجده متوافقاً مع المجلس العسكري علي طول الخط، إما بالدفاع عنه، أو بالنصح والإرشاد، أو بتعظيم المجلس العسكري ولا ننسي ما قاله وهو علي جبل عرفات حيث قال: «أقسم بالله العظيم وأنا أرتدي الآن ملابس الإحرام.. لو انكسر الجيش المصري مثلما انكسرت الشرطة لن يأمن أحد من المصريين في غرفة نومه حتي لو أغلق جميع نوافذ مسكنه».

وربما ماجعل المجلس العسكري يستخدم الشيخ حسان في هذه الأزمات الداخلية، أراد أيضاً أن يستخدمه في الأزمات الدولية، وهذا مانراه في أزمة المعونة الأمريكية، وبالمتابعة للشيخ "حسان" خلال الأسبوع الماضي نجده خرج يومياً ضيفاً علي كل البرامج الحوارية بداية من برنامج واحد من الناس للإعلامي عمرو الليثي علي شاشة المحور، ثم برنامج منتهي الصراحة علي قناة الحياة، ثم ظهر علي قناة cbc، وفي اليوم الرابع يظهر في برنامج الأسئلة السابعة الذي يقدمه خالد صلاح علي فضائية النهار، وفي الخامسة علي التليفزيون المصري في برنامج "ستديو مصر" الذي أعلن المبادرة فيه، وبعدها مع الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج مصر الجديدة، هل خرج يومياً الشيخ صدفة في كل هذه البرامج والفضائيات المختلفة، هذا الظهور المتتالي لـ "حسان" وحرصه عليه، في حين أن ماقاله في برنامج الأمس يقوله في برنامج اليوم وسيقوله في برنامج الغد، بالإضافة إلي قناته الخاصة "الرحمة" وجريدته "الرحمة" كل هذا قد يعطي تصوراً بأن هذا الظهور المكثف لم يكن دون قصد، وإنما وراءه أسباب ودواعٍ.

وفى النهاية لقيت مبادرة حسان استحسان البسطاء من الشعب المصرى ولكن اراد بها حسان تاييد المجلس العسكرى فى حكمة لمصر ودعمة لة بهذة المبادرة وهذة عادت الشيخ لكل من يجلس على كرسى السلطة

No comments:

Post a Comment